حقق برشلونة أغلى فوز له هذا العام وذلك بعد أن تمكن من تكرار فوزه على مضيفه وغريمه التقليدي ريال مدريد بهدفين نظيفين من توقيع ليونيل ميسي في الدقيقة 33 وبيدرو في الدقيقة 56 في لقاء "الكلاسيكو" الذي أُقيم على ملعب سانتياجو برنابيو في قمة الأسبوع الـ31 من الليجا.
العشر دقائق الأولى كانت واضحة الضغط من ريال مدريد على لاعبي البرسا بهدف منعهم من ممارسة أسلوبهم الجميل المعروف بتناقل الكرات وهو ما تحقق للميرينجي بطريقة كبيرة بل إن الأداء الهجومي للريال كان أفضل نسبياً لكن الأداء بقى أقل من المتوسط في ظل الحصار الشديد في منطقة الوسط.
لكن الدقيقة الـ8 شهدت حالة تحكيمية هامة وذلك بعدما أشهر ميخوتو جونزاليس البطاقة الصفراء في وجه بيكي الذي أعاق تمريرة مارسيلو إلى رونالدو المنفرد قبل أن ينتبه جونزاليس لإشعار بتسلل من مساعده فعاد في قراره واحتسب التسلل.
شهدت الدقيقتين الـ12 والـ17 مطالبتين من المعسكرين بركلتي جزاء لصالح ميسي ورونالدو بالترتيب لكن ميخوتو جونزاليس أشار بإستمرار اللعب ولم يعر اللعبتين إهتمام.
شيئاً فشيئاً بدأ الريال في فتح جبهة يسرى نارية رغم كل إحتياطات جوارديولا بوضع بويول وألفيش في الجبهة اليسرى فانطلق مارسيلو ورونالدو في أكثر من لقطة لكنني أقتبس كلمة الماركا التي تجسد تماماً الحال وهي أن الريال اهتم أكثر بإمتلاك الكرة بدون أن يعرف ماذا يفعل بها لكن أخطر هجماته المرتدة تلك كانت موقف واحد لواحد مع بيكي لكن البرتغالي تلعثم بالكرة قبل أن يظهر بعدها بدقيقة وأنه يعاني من إصابة لكنه استمر في الملعب.
في الدقيقة الـ33 افتتح ليونيل ميسي النتيجة لصالح البلوجرانا من الفرصة الأولى للضيوف وذلك بعد تبادل رائع للكرة بينه وبين تشافي وسط سرحان من مدافعي الريال الذين تم ضربهما بتمريرة واحدة فتسلم ميسي الكرة بصدره ولعب الكرة بيمناه في مرمى كاسياس الذي لام زملاءه على ترك الأرجنتيني بدون رقابة في لقطة تذكرنا كثيراً بهدف تييري هنري في مرمى الريال في العام الماضي بنفس الواحد اثنان تقريباً.
حاول البرسا استغلال الهزة النفسية التي أصابت لاعبي الريال لكن الهجمة المرتدة التي قادها ألفيش فشلت قبل وصولها لمرحلة الخطورة، قبل أن يبدأ الريال في التحرك فأضاع تشابي ألونسو أخطر فرصة للفريق من ركلة ركنية في الدقيقة 38 بعد أن حولها فارت برأسه لتصل لألونسو الغير مراقب لكن الأخير حولها برأسه فوق العارضة.
مرة أخرى عاد الريال ليضيع فرصة خطيرة في الدقيقة 40 عبر هدافه جونزالو هيجواين الذي تلقى تمريرة طويلة من سيرخيو راموس لينفرد بالمرمى من وضعية صعبة ليطيح بالكرة بيسراه في السماء.
الغريب أنه وعلى عكس المتوقع بات البرسا أكثر سيطرة بدون خطورة بينما استمرالريال الأكثر خطورة في مرتداته التي حاول استغلال إحداها من ركنية مرتدة للبرسا لكن مارسيلو أخفق في إيصال الكرة لرونالدو على الجانب الأيسر في لقطة محبطة للبلانكوس.
قبل أن ينتهي الشوط أُتيحت للبرسا فرصة قتل المباراة لكن تلعثم بيدرو في الركنية التي ردها الدفاع وتسديدة تشافي الطائشة أهدرت فرصة تعزيز التقدم لينتهي الشوط بتقدم كتلوني بهدف نظيف لأفضل لاعبي العالم في العام الماضي.
الشوط الثاني كان أفضل حالاً من سابقه فالريال عاد لهدوئه، والبرسا نظم صفوفه بخبرة المواعيد الكبرى التي لعبها مراراً في الـ18 شهر الماضيين لكن الفرص بدأت بعد 6 دقائق بتسديدة قوية من مارسيلو تصدى لها فالديس الواثق.
خبرة المواعيد الكبرى التي نتحدث عنها ظهرت جلية في الدقيقة 56 بعد تمريرة بارعة من تشافي إلى شاب عمره 22 عام لكنه امتلك خبرة هائلة بتسلمه الكرة بيمناه ووضعه لأربيلوا خلف ظهره مجبراً إياه على تجنب الخطأ والطرد ولم ينتظر بيدرو كثيراً في إنفراده فوضعها بيسراه أرضية جميلة على يمين كاسياس ليعزز البرسا تقدمه وسط الصمت الهائل في أرجاء البرنابيو من الـ80 ألف متفرج المدريدي لكن صرخات 3 آلاف كتلوني كانت واضحة ففريقهم تقدم بهدفين في البرنابيو.
بعد الهدف مباشرة اشترك جوتي فقدم كرة مبدعة إلى رفائيل فان دير فارت الذي لم يصدق أنه منفرد فلعب كرة ليست بالمثالية تصدى لها فالديس في لقطة لسان حال كل مدريدي فيها هو إذا لم تحرز هذه فمتى ستحرز ؟
حصل رونالدو على ركلة حرة من تدخل عنيف لداني ألفيش في الدقيقة 62 لكن كرته اصطدمت بالحائط قبل أن تتاح له فرصة أخرى من خطأ آخر من على بعد 35 ياردة لكن تسديدته لم تقلق مضاجع فيكتور فالديس الذي بدا في أحسن حالاته بعد أن تصدى لإنفراد خطير من رونالدو في الدقيقة 69 من الجبهة اليسرى.
تألق فالديس بوضوح مرة أخرى بعد أن تصدى لتسديدة جوتي بدون أن ترتد منه في رسالة واضحة لديل بوسكي الذي أتوقع تماماً أن يضمه بعد هذا اللقاء.
رد كاسياس على تألق فالديس بعد تصديه لأخطر فرص البرسا في الدقيقة 72 بعد أن انفرد ميسي بتمريرة مبدعة "معتادة" من تشافي ليسدد ميسي وسط مضايقة غير مؤثرة من ألبيول لكن "القديس" تعملق في الكرة مخرجاً إياها إلى ركنية.
هدأ نسق لمباراة لخمس دقائق لكنه عاد وارتفع بثقة كتلونية كبيرة في لقطة تحمل عنوان "اطمئنوا على منتخب الماتادور" وذلك بعد أن أبدع تشافي بتمريرة رائعة لميسي المنطلق من الخلف والذي تسلمها بصدره ولعبها على يسار كاسياس لكن كابتن الماتادور أبدع هو الآخر بتصديه للكرة وإخراجها لركنية جديدة.
واصل البرسا سيطرته الكبيرة بعد الهدف الثاني وهي السيطرة التي تعاظمت بمرور الدقائق وسط عصبية من لاعبي الريال انتقلت للمدرجات بتغيير تقليدي من بيلجريني بإشراك بنزيما بدلاً من هيجواين في الدقيقة 79 وهي الدقيقة التي شهدت تغيير للبرسا بإشتراك ماركيز بدلاً من ميليتو وسبقهما إشراك إنيستا بدلاً من ماكسويل.
ووسط مغادرة بعضاً من جماهير الميرينجي للبرنابيو بات واضحاً أن اللقاء في طريقه لفوز كتلوني غالي جداً إلا أن "روح البلانكو" راؤول كاد أن يسجل اسمه في لائحة الهدافين في الدقيقة 86 لكن لمسة يد على بنزيما –من تدخل لراؤول عليه..!- ألغت الهدف الذي كاد أن يعيد الحياة لمدريد.
هدأت المباراة تماماً وسط إستسلام من لاعبي الريال وهدوء للبلوجرانا وأهازيج كتلونية من جماهير البلوجرانا تخللها فرصة أخيرة لبنزيما من رأسية مرت بجوار القائم لينتهي اللقاء بفوز كتلوني بهدفين نظيفين رافعاً رصيد البرسا إلى 80 نقطة لينفرد بالصدارة تاركاً الريال وصيفاً بعد أن توقف رصيده عند 77 نقطة.