إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
الآية 56 من سورة القصص
أول حوار مع :"ماندولينا"أشهر مدونة مسيحية بعد إسلامها
قام المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير بمحاورة المدونة الشهيرة "مندولينا" بعد إسلامها بقليل ،
ويسعدنا ان ننقل لكم هذا الحوار
المرصد : أولا أحب أن أشكرك على إتاحة الفرصة لهذا الحوار معك وعدم الخوف من نشره .
ماندولينا : أنا كنت فخورة قبل هذا بإيماني القديم مع أنه كان يغضب الله ,
كيف لا أكون فخورة الآن وأنا أتحدث كيف عن أخذ الله بيدي وهداني إلى الحق .
المرصد: من سنين وبيننا حوار على المستوى الشخصي وكنت ألاحظ منك العند ، لكني فؤجئت حقيقة بخبر إسلامك !
ماندولينا :صدقني لم يكن عنداً , لكن الإيمان ليس قطعة ملابس يسهل تغييرها , الإيمان علاقة بيننا وبين الله .
لذلك لابد من التأكد مليار في المائة أنه هو الإيمان الصحيح الذي يرضي الله تعالى .
المرصد:حقيقة عندما سمعت الخبر قلت أكيد حدث شيئ هام ومؤثر ؟
ماندولينا: لا بالعكس لم يحدث شيئا كبيراً لكني أحب تحكيم العقل ، ومنذ سنة ونصف تحيدا بدأت القراءة في الكتب الإسلامية بحثا عن الحق .
المرصد : ما هي الكتب التي قرأتها ؟
ماندولينا: ربما تفاجأ لو عرفتها , ولك أن تتصور لقد بدأت بكتب ابن تيمية , أغلبها تقريبا قرأته ,
وكذلك كتاب العقيدة الطحاوية ,وكنت على يقين أن الإسلام به الكثير من الأشياء الجميلة
المرصد:وماذا بعد؟
ماندولينا : حقيقة كان هناك ثلاثة أمور تقف بيني وبين الإسلام .
المرصد : ما هي؟
ماندولينا : الأول كان الشعور باني سوف أخون المسيح – كما يقولون لنا – إذا فكرت مجرد التفكير في دين اخر غير المسيحية ،
والسببين الأخريين في الإسلام نفسه ,
أولا كنت أظن أن العبادات في الإسلام ليست علاقة خاصة بين الله وبين الإنسان , وهذا يمنع من وجود روحانيات فيها ،
ثانيا كنت أظن أن الإسلام لا يسمح بحرية الفكر .
ومع هذا كنت أرى أن الإسلام إيمان ثابت وواضح وثوابته ليس فيها شك عكس المسيحية .
المرصد : وكيف حسمتي الأمر ؟
ماندولينا : منذ ستة أشهر تقريبا امتنعت عن مناقشة أي شخص في المسائل الدينية وقررت أن اصفي تفكيري حتى أستطيع اتخاذ قرار .
المرصد:هل امتنعت عن مناقشة المسلمين والنصارى معاً ؟
ماندولينا : نعم أي شيخ مسلم أو مسيحي , لكن في مرات معدودة كنت أناقش المسيحيين في فكرة التجسد وهل تنفي القداسة عن الله .
المرصد: وهل وجدتي إجابة من أحد منهم ؟
ماندولينا: لم أجد ما يقنعني واهتديت أخيرا أن فكرة التجسد لا تناسب تصورى العقلي عن (الله) ,
حتى إيماني الذي أخذته من الكتاب المقدس أن الله قدوس والسماوات لا تتسع لقدسه والأرض لا تصلح موطئ قدميه ،
ووصلت إلى يقين أن الله تعالى لا يحتاج إلى شيء وأن التجسد ليس سوى صورة من صور الضعف ,
والله إذا احتاج إلى التجسد ليطهرنا من الخطيئة فهو ضعيف ،
وحاشا لله أن يكون ضعيفا ،
ولو قام الله بهذا لأن الناموس يقول هذا فأي إله هذا الذي يخضع للناموس؟!
حتى لو كان هو الذي وضع الناموس فهو وضعه لنا وليس له ,
فالله أقوى وأرحم وأحن علينا من هذا .
المرصد : هائل ..أحسنت والله .
ماندولينا : ظللت لفترة بعد هذا أعتقد أن المسيح إنسان عظيم وأن عظمته كلها في أنه إنسان ,
المرصد: هل اقتنعتي بالإسلام وقتها ؟
ماندولينا : حقيقة لم يكن الإسلام من اختياراتي وقتها , وكان الاقرب لي أن أعبد الله وأنا مؤمنه بإنسانية المسيح وعظمته .
المرصد : وكيف دخل الإسلام إلى خياراتك ؟
ماندولينا : كنت أقوم بجمع مادة لبحث سوف أنشره في مدونتي , أسمه مأسأة العقل في الإسلام عن حرية التفكير والإجتهاد في الإسلام ،
وبالفعل وضعت مقدمته في المدونة وبدأ الناس يناقشوني فيه ,
وبعد أكثر من نقاش أحسست من داخلي أن هذه الحالات والنماذج التي استشهدت بها لا تصلح كدليل على وجود مأسأة للعقل في الإسلام .
المرصد : ما هي هذه الحالات والنماذج التي جمعتها ؟
ماندولينا : قمت بحصر حالات الاختلاف الفكري التي ترتب عليها قتل شخص أو إعدام عدة أشخاص ,
من مقتل عثمان بن عفان - رضى الله عنه- مرورا بالحلاج وغيلان الدمشقي وانتهاءً بفرج فوده ,
في البداية كنت احصر الحالات بالجملة ولم أكن راجعت أفكارها أو قرأت شيء عنها ،
وعندما طرحت الموضوع للنقاش على مدونتي وجدت أن أفكارهم لا تستحق وانه تم الرد عليها جميعاً ,
وعرفت أني متأثرة بكثير من الشائعات عن الإسلام , لكنها كلها ليست صحيحة .
المرصد:وكيف كانت خطوتك الأخيرة باتجاه الإسلام ؟
ماندولينا : يوم الأربعاء قبل العيد فوجئت برسالة خاصة من مسلمة على البالتوك بتقولي :
{أذكركم بصيام يوم عرفة} ,
رديت عليها على الفور : "العنوان غلط .. نشنى صح يا فالحه"
لكني لم أستطيع أن أمحوا هذه الرسالة من ذهني .. وأخير قلت في نفسي أنا أؤمن بالله فلماذا لا أصوم هذا اليوم ,
وبالفعل قررت الصيام , وكنت من قبل أصوم عن الطعام فقط من الفجر لبعد العشاء ,
لكني قررت في هذا اليوم أن أصوم عن كل شيئ الطعام والشراب وحتى الكلام .
المرصد: سبحان الله ولماذا هذا اليوم تحديدا ؟
ماندولينا : يمكن غيرة من المسلمين .. مش عارفة ؟
المرصد : وماذا بعد ؟
ماندولينا: مر يومين وكنت ساهرة على الإنترنت لدرجة أني كنت أنام على الكيبورد ,
وسريعا أغلقت جهازالكومبيوتر وتوجهت للنوم وكنت أظن أنه بمجرد وضع رأسي على السرير فسوف اغرق في النوم مباشرة ,
ولكن حدث العكس , فبرغم السهر والإرهاق ظللت لساعة كاملة أتقلب على فراشي ولا أستطيع النوم ..
وعند آذان الفجر قمت وفتحت الكمبيوتر وفعلت شيئا واحد فقط :
كتبت الشهادتين ، وسألت الله تعالى أن يغفر لي ما فات وأرسلت الرسالة لكل الناس على البالتوك .
المرصد : الله اكبر والحمد لله .
ماندولينا : كتبت الشهادة بجوار اسمي على البالتوك .. وصدقني جلست بعدها كالتمثال .
المرصد : ما هي ردة فعل النصارى على البالتوك ؟
ماندولينا : في البداية اعتقدوا أن اسمي مسروق وان أحدا يتكلم باسمي ولست أنا من يتكلم .
المرصد : ما هي ردة فعل المسلمين على البالتوك ؟
ماندولينا : لقيت احد الإخوة المسلمين بيقولي : ماندولينا أنت أسلمتي ؟
وعندما شاهدت كلمة "أسلمتي" انتفض جسدي كله ,
وقام الأخ بدعوتي للغرفة الإسلامية وقال أمام الناس ماندولينا أسلمت ...
لم أستطيع أن أتكلم على المايك كتبت له نعم أسلمت ، الحمد لله .
أشفق الأخ على حالتي فطلب مني أن اغتسل وأستريح , وبالفعل دخلت اغتسلت ثم توضأت وصليت الفجر ،
وكانت أول صلاة لي وساعتها تحديدا أحسست أن الزمن توقف ولا يتحرك ,
بكيت في الصلاة وبعد انتهائها كان جسدي متعبا جدا ،
وعندما نمت أحسست أني في السماء لا على الأرض وأن الملائكة تحمل جسدي وترفرف به .
المرصد : الله اكبر كبيرا .
ماندولينا : دعني أخبرك أني من يومها وأنا "مدمنة" صلاة الفجر ..
الأسبوع الماضي كنت أقوم من النوم أتمنى أن يجري النهار والليل حتى تجيئ صلاة الفجر .
المرصد : هل علم أحد من أسرتك بإسلامك ؟
ماندولينا : لا طبعا وهذا صعب جدا فهم لن يتقبلوا هذا .. أنا أيضا مخطوبة من فترة .
المرصد : وهذه مشكلة كبيرة ماذا تفعلين ؟
ماندولينا : عندما كنت مسيحية كان عندي ثقة كبيرة في ربنا . والآن وأنا مسلمة ألا أثق فيه ! استحالة أن يتركني الله .
المرصد: الله يبارك فيك وبارك الله لك وعليك .
وحقيقة هذا الكلام المؤثر يدل أن الهداية هداية الله تعالى يهدي بها من يشاء ،
وأبشرك أن اسمك الآن نقل من كتاب الأشقياء إلى كتاب السعداء بإذن الله ،
والملائكة تتبادل التهاني في السماء يقولون فلان بن فلان تاب الله عليه ،
وإن شاء الله تعالى يكون لنا لقاءات أخرى معك .