الإنتر يطفىء نار بركان برشلونة ويتأهل للنهائي (تحليل شامل)

صعد نادي الإنتر إلى الدوري النهائي في بطولة
دوري الأبطال مطيحاً بحامل اللقب برشلونة رغم الخسارة بهدف نظيف في ملعب
الأخير الكامب نو بنتيجة ومتحدياً بايرن ميونخ على اللقب ، ليتأهل بفضل
فوزه ذهاباً 3-1.

بدأت المباراة وسط سيطرة مطلقة ومتوقعة لبرشلونة
على الكرة لكن بشكل سلبي ودون وجود أي فرص حقيقية ، وظهر جلياً توتر جمهور
برشلونة ورغبته بالفوز المستعجل مع صافرات الاستهجان لكل لمسة للإنتر
والمطالبة بخطأ لأي شيء على أرض الملعب.



نادي الإنتر
بدوره لجأ إلى العنف المتعمد بشكل واضح لإيقاف ليونيل ميسي بالتحديد ،
فكانت النتيجة تدخل موتا بشكل عنيف في الدقيقة 10 ليتلقى بطاقة صفراء مبكرة
جداً وستكون نقطة تحول في المباراة ككل.

بعد امتصاص حماس برشلونة
الكبير ، حاول لاعبو الانتر التقدم فكان الاعتماد على صامويل إيتو في الطرف
الأيمن ومحاولات شنايدر من المنتصف ونسيان مطلق للجهة الهجومية اليسرى
يسهل فهمه فكيف يتم فتح جبهة في جهة فيها ميسي ودانييل الفيس.

النصف
الأول في الشوط الأول تكتيكياً:


برشلونة لعب ببيدرو
على الجناح الأيسر وكان واضحاً أن المطلوب منه هو اللعب قدر المستطاع على
الطرف كجناح لسحب مايكون وبالتالي تقليص عدد المدافعين ، في حين كان لعب
ميسي واضحاً كمهاجم ثاني وليس كجناح أيمن ليتواجد اللاعب في مناطق أكثر
خطورة وتم الاعتماد برشلونياً كذلك على سقوط تشافي المفاجىء داخل منطقة
الجزاء والذي شكل الخطر أكثر من مرة.

أما الإنتر فلعب بخطة 4-3-2-1
بشكل دفاعي واضح ، ولعب الإنتر بثلاثة محاور دفاعية ليقتل هجوم برشلونة
بشكل ناجح للغاية مع تألق مشهود وواضح للجميع من قلب الدفاع البرازيلي
لوسيو.

نقطة تحول:



الدقيقة
27 شهدت نقطة تحول كبير حيث صفع ثياجو موتا سيرجيو بوسكتش على وجهه
مستخدماً يده أثناء محاولته حجز الكرة ، فانطلق الحكم ببطاقة حمراء مباشرة
متأثراً بمبالغة بوسكتش بالتمثيل من أثر الضربة التي أظهرت الإعادة أنها
عادية جداً.

محلل قناة الجزيرة جمال الشريف علق على ما جرى بأن موتا
يستحق بطاقة صفراء وبالتالي الطرد ، لكنه لا يستحق الطرد المباشر الذي قد
يؤدي به للحرمان في 4 مباريات في حال رأت لجنة الانضباط بالخطأ متعمد. ومما
يجب ذكره أن مورينهو ظهر مبتسماً بعد هذا الطرد بطريقة ساخرة للغاية تؤكد
عدم رضاه عن الحكم.

الدقيقة 32 شهدت فرصة خطيرة للغاية ، حيث استغل
ميسي خروج ظله في المباراة ثياجو موتا فاندفع بالكرة مراوغاً أكثر من لاعب
مرسلاً كرة منخفضة ملتفة طار لها خوليو سيزار ليبعدها بطرف يده بصعوبة
مطلقة.

هذا الطرد كان نقطة تحول واضحة ، فالإنتر ضاع حتى نهاية
الشوط الأول وهو ضياع أجبر الحارس خوليو سيزار على تلقي بطاقة صفراء أثناء
إضاعته للوقت لامتصاص صدمة اللعب بعشرة.

حادثة غريبة
ومستهجنة:

شهدت الدقيقة 43 حادثة غريبة ومستهجنة من نجوم
فريق برشلونة ، فأثناء محاولة شنايدر خطف كرة ارتمى أرضاً فيما يظهر أنه
مصاب...لكن لاعبو برشلونة افترضوا به التمثيل وانطلقوا بالهجمة دون إخراجها
وهو ما كانت نتيجته زحلقة عنيفة من تشيفو على ميسي ليحصل فيها على بطاقة
صفراء.

هذه الحادثة تؤكد أن المباراة كانت تحت توتر كبير للغاية
وأحلام مشروعة لكلا الطرفين.

النصف الثاني في الشوط الأول تكتيكياً:



تحول الإنتر إلى خطة 4-4-1 دون وجود مهاجم،
فأصبح هناك خط وسط هجوم متقدم وحيد هو شنايدر فعاد ميليتو للدفاع كلاعب خط
وسط أيمن وإيتو تحول للجهة اليسرى وبقي الارتكاز على كامبياسو وشنايدر.

في
حين لم يغير برشلونة من أسلوبه أبداً فبقي معتمداً على نفس النهج ، لكن مع
زيادة الاعتماد على ليونيل ميسي أكثر هجومياً من خلال محاولاته الفردية.

تبديل
واضح النوايا:
أجرى مدرب برشلونة بيب جوارديولا مع بداية
الشوط الثاني تبديلاً واضح النوايا ، حيث دخل ماكسويل بدلاً من جابرييل
ميليتو وهو تبديل واضح برغبة جوارديولا بتشديد الضغط على الأطراف وسط نقص
عددي مؤثر في الإنتر.

وشهدت بداية الشوط الثاني صعوداً واضحاً
للأطراف الدفاعية في برشلونة ، فشعرنا أن الفريق تحول للعب بخطة 2-5-3
بدلاً ن 4-3-3 الكلاسيكية لبرشلونة وسط تقدم دانييل الفيس وماكسويل الدائم
على الأطراف.

برشلونة بقي يحاول في الدقائق العشر الأولى لكن دون أي
شيء جديد ، فالإنتر قوي دفاعياً بما يكفي للصمود فظهر التسرع بعض الأحيان
ومحاولات تسديد يمكن أن نصفها باليائسة من قبل لاعبي برشلونة حتى دقت
العقارب لتقول إن ساعة كاملة انتهت من المباراة والنتيجة 0-0.

زلاتان
يفشل من جديد:



الدقيقة 62
شهدت خروج النجم السويدي زلاتان إبراهيموفتش ودخول بويان ، وهو تبديل يعكس
عدم تقديم لزلاتان شيء يذكر على أرض الملعب وسط محاصرة صامويل ولوسيو له.

زلاتان
فشل من جديد أمام فريقه السابق الإنتر ليكون ربما تحت نيران صحف مدريد في
الأسابيع المقبلة وربما أخبار الانتقالات المثيرة والاستشهاد بهذه الحادثة
بعكس النتيجة.

هذا التبديل صاحبه دخول جيفرين بدلاً من سيرجيو
بوسكتش في إشارة واضحة لرغبة جوارديولا بالشباب والمغامرة دون وجود لاعب خط
وسط دفاعي واضح كمحاولة أخيرة لاستثمار النقص العددي في الإنتر وكتأكيد
أيضاً لعدم وجود أي حساب لتييري هنري.

رد مورينهو جاء سريعاً على
هذا التبديل بدخول محور خط الوسط المدافع مونتاري بدلاً من شنايدر المنهك
والمتأثر باللعب تحت الإصابة ، وهو تبديل واضح النوايا من أجل الدفاع لاعب
غاني قوي جداً في تكسير الهجمات.

النصف الأول في الشوط الثاني تكتيكياً:



مورينهو لعب
بكل وضوح من أجل التعادل في الشوط الثاني ، وقتل المباراة بشكل ناجح جداً
ومنع تشافي من الإبداع ومنع ميسي من الاندفاع فغاب عن برشلونة الإقناع...لم
يكن هناك أي تغيير سواء في خطة الفريقين أو حتى بالأسلوب.

وخمد البركان:



نزول
مونتاري آتى أكله بسرعة فعاد الإنتر لامتلاك الكرة بشكل أكثر نسبياً مما
كان عليه الوضع ، وتم استخدام لياقة مونتاري الكاملة للضغط على لاعبي
برشلونة في كافة أرجاء الملعب بتبديل جعل الجماهير الكتلونية التي وعدت
ببركان تصمت ليخدم البركان منذ الدقيقة 70 تقريباً.نوايا مورينهو الدفاعية لم تعد خافية على أحد ،
فأدخل كوردوبا بدلاً من ميليتو ليعلنها دفاعاً لا هوادة فيه ورغم ذلك كاد
بويان أن يسجل هدف التقدم في الدقيقة 81 لولا أن تسرع اللاعب أمام مرمى
خالي تماماً له.

واشتعل البركان من جديد:



رغم
انخفاض حماسة المباراة لكن لاعبو برشلونة واصلوا المحاولة وسط صعوبة واضحة
في الاختراق ليكون الفرج في الدقيقة 84 من دخول جيرارد بيكي داخل منطقة
الجزاء ليستلم كرة تشافي الساحرة ليراوغ الحارس سيزار ومسجلاً هدف أشعل
البركان من جديد.

الدقائق الأخيرة مرت وسط رقابة مميزة للغاية من
قبل لاعبي الإنتر الذين قاموا بما طلب منهم المدرب ليعلن الحكم في النهاية
فوز الإيطالي الأزرق بعقل برتغالي بالمواجهات الإجمالية ويشهد اليوم
الإطاحة بفريق سيذكره الجميع لما قدمه في الموسم الماضي من أداء حصد فيه كل
الألقاب.

من الجدير بالذكر أن الدقائق الأخيرة شهدت جنوناً
جماهيرياً مثيراً للغاية مطالبة فريقها بتسجيل الهدف الثاني ، وأثبت لاعبو
برشلونة رغبتهم بالقتال حتى الثانية الأخيرة لكن الإنتر أثبت قدرته على
الصمود بوجود حارس متألق اسمه خوليو سيزار تصدى لتسديدتين قويتين من تشافي
هيرنانديز وليونيل ميسي على التوالي.

النصف الثاني من الشوط
الثاني تكتيكياً:

في الدقائق الخمسة عشرة الأخيرة
بالتحديد تحول إيتو وميليتو ليلعبوا كمدافعين بشكل صريح للغاية ، فأصبحت
وظيفة ميليتو الرقابة على جيفرين ووظيفة إيتو مراقبة دانييل الفيس دون أي
حرج.

بشكل عام يمكن تقييم اللقاء بأن مورينهو تفوق تكتيكياً على
جوارديولا ، وربما في مثل هذا النوع من المواجهات ظهرت الحاجة الحقيقية
للخبرة.